بداية أود أن أوجه جزيل الشكر إلى موقع cars.com.eg لتفضله بإتاحة الفرصة لي للحديث مباشرة إلى الشباب عبر شبكة الإنترنت لكي أروى قصتي مع فن تصميم السيارات الذي أعشقه منذ نعومة أظافري , راجيا من الله العلي القدير أن يوفقني في إفادة الآلاف من عشاق هذا الفن في مصر وشتى أنحاء الوطن العربي.
البداية : حب السيارات هو القاسم المشترك لكل الأطفال , ربما لأن نماذج السيارات الصغيرة هي أرخص الألعاب وأكثرها تحملا للصدمات وربما لأن عجلة القيادة تستهوى الكثير من الأبناء لتقليد آبائهم . حسب ما أتذكر البداية كانت عام 1961 وكنت في العاشرة من عمري عندما أردت تقليد والدتي رحمها الله , وكانت تهوى تصميم الأزياء ورسم المناظر الطبيعية بالزيت , أردت أن أرسم سيارة موجودة بالفعل ولكن لم تسعفني الذاكرة في تذكر كل ملامحها فما كان لي إلا ان قمت بتأليف باقي أجزاء السيارة , وكانت النتيجة رائعة ومفاجأة لوالدتي التي شجعتني كثيرا على الاستمرار في رسم السيارات وابتكار أشكالها. منذ ذلك الحين , وضعت هدفا واضحا نصب أعيني أن أكون مصمما للسيارات ولم أكن أدرك في ذلك الوقت العقبات والإحباطات التي سوف أقابلها ومنعتني بالفعل من أن أكون مصمما محترفا للسيارات.
العقبات وما أكثرها : أول هذه العقبات قابلتني عام 1969 عندما حصلت على الثانوية العامة بمجموع يسمح بدخول كلية الهندسة لدراسة هندسة السيارات بدلا من فن تصميم السيارات , وقد اضطررت إلى قبول هذا الوضع لأنه أفضل الحلول الممكنة , حيث أن والدي رحمه الله لم يكن من الأثرياء لكي يرسلني لدراسة تصميم السيارات في معاهد أوروبا أو أمريكا.
ثاني العقبات قابلتني بعد تخرجي عام 1974 من هندسة عين شمس وتم تكليفي بالعمل في شركتنا الوطنية " النصر لصناعة السيارات " وكانت أيامها في أوج مجدها ومع ذلك فوجئت بالواقع المرير في إدارة التصميم , التي إلتحقت بها , وهو عدم الاقتراب بآي حال من الأحوال من تصميم سيارات الركوب أو حتى التجرؤ بآي إقتراحات لتعديل آي من أجزائها سواء داخليا أو خارجيا.
ثالث العقبات التي صادفتني بعدما تركت شركة النصر للسيارات , التي لم أستمر بها إلا أربعة أشهر فقط , عندما أتيحت لي فرصة السفر إلى إيطاليا عام 1979 معقل عمالقة التصميم في العالم حيث فشلت في الحصول على عمل كمصمم سواء في شركة ألفاروميو التي تدربت فيها على وسائل تجميع السيارات , أو في مركز إيتال ديزان الذي يديره المصمم العالمي جيوجيارو . والسبب ببساطة شديدة إنني لم أدرس الفن وبالتالي لم أكن أستطيع التعبير عن أفكاري بطريقة مبهرة كما يجب , كما أن هذه الأماكن ليس لديها وقت للهواة وإنما تحتاج إلى المحترفين مباشرة .
بالرغم من سفري للولايات المتحدة عام 1982 ولليابان عام 1990 في منح دراسية , إلا إنني لم أفكر في تكرار تجربة إيطاليا المريرة ورضيت بالأمر الواقع .
فى عام 1993 وبعد إستقالتى من الحكومة التى عملت بها أكثر من 17 عاما , منذ شركة النصر ومن بعدها مركز التصميمات الهندسية , قررت أن أعلم نفسى الرسم ثلاثى الأبعاد والتدريب على الأخراج المبهر للرسومات لأعوض النقص الناشئ عن عدم دراستى للفن , ثم عملت لمدة عام فى مصنع أتوبيسات غبور وقد إكتشفت فى هذا المكان أننى أستطيع أن أبدع فى هذا المجال تماما مثل مجال السيارات ولكن الفرحة لم تدم طويلا حيث كانت الكلمة العليا دائما للمصمم الأجنبى ولذلك لم تتح لى الفرصة لأصمم الشكل الخارجى ولكنى كنت مساعدا له فى الأشراف على التنفيذ وتصميم بعض الأجزاء الداخلية غير المرئية.
مينى باص جاك على شاسيه افيكو
من كثرة الأحباطات عملت فترة من الوقت فى مجالات بعيدة عن السيارات ثم ما لبثت أن عدت مرة أخرى لشركة غبور عام 1998 بعد رحيل المصمم الأجنبى وأخذت مكانه ليتم تكليفى بأول تصميماتى وكانت مينى باص وأتوبيس على شاسيهات ميتسوبيشى .
التصميمات المندئيه للسياره الوطنيه
بعد فترة قصيرة من عملى للمرة الثانية فى غبور, ظهر فى الأفق ما يسمى مشروع السيارة الوطنية بقيادة الدكتور عبد المنعم سعودى الذى كان يهدف الى تصميم أول سيارة مصرية بمساعدة أحد بيوت الخبرة الأيطالية , وقد إضطررت لترك غبور وإلتحقت بهذا المشروع ورأسى مليء بالطموحات والآمال أن يكون هذا المشروع هو بداية إحترافى لتصميم السيارات.
بعد عام من العمل فى مشروع السيارة الوطنية , توقف العمل فجأة لأسباب مجهولة.
فى عام 2000 عملت مرة أخرى كمصمم إستشارى للأتوبيسات فى شركات متعددة ومستمر حتى الآن فى هذا المجال كمصمم حر.
الخلاصة :
عدم تحقيق أمنيتي في أن أكون مصمما عالميا يعود إلى عدم دراستي للفن لأن الموهبة وحدها لا تكفى ولابد من الدراسة , ولما كانت مصاريف الدراسة في الخارج باهظة للغاية لا يقدر عليها إلا الأغنياء , فقد إكتشفت بعد فوات الأوان و تقدمى فى العمر وجود أحد المعاهد عالمية المستوى فى دولة السويد يقوم بتدريس فن تصميم السيارات مجانا ولا يشترط إلا الموهبة وإتقان اللغة الأنجليزية.
عنوان هذا المعهد وكذلك المعاهد الأخرى يمكن الوصول اليه من خلال الموقع الهام :
www.cardesignnews.com
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[email]م/ عمرو محمد عبده
[/email]استشاري تصميم وسائل نقل